January 29, 2021
الجزء الخامس ال
الفصل الثالث
السياسة الأمريكية حيال الصومال
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق في عام 1990، وتفسخ حلف وارسو، ونهاية الحرب الباردة، خلت الساحة الدولية للولايات المتحدة الأمريكية التي سعت ومازالت تعمل، ليس لفرض نظام سياسي دولي أحادي القطب بصورة تفتقر لأبسط شروط العقلانية والبراغماتية، بل بصورة غير منطقية تفتقر لروح المسؤولية، وان عواقبها الوخيمة تجلت أمام الجميع في الصومال والعراق وافغانستان، وهددت الأمن والسلام الدوليين. والقيادة الأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش أكدت بأنها تريد فرض نمطية حضارية مفصلة على مقاس افقها الضيق على كل الأصعدة و الى ابعد الحدود على كوكب الأرض، من خلال تبنيها لأيديولوجية صراع الحضارات. وقال الرئيس الأمريكي السابق في هذا الصدد ” إما انت معنا أو ضدنا ” [45] ، وان على الآخرين أي غير الأمريكيين في رايه عليهم ان يكونوا معه أو مع الإرهاب، ولا يوجد في نظره الضعيف ونظرته الأضعف، أي خيار آخر في وجه الإنسانية جمعاء. هذه هي عقلية الإدارة الأمريكية التي سببت لها عداء سائر شعوب العالم سواء بصورة صارخة أو بشكل صامت لحين من الوقت. ويعزي ذلك الى الأسلوب الذي حاولت واشنطن ان تقود به العالم، والذي لن يؤدي إلا الى عواقب كارثية وكابوسية ليس الا.