March 3, 2013
ماذا وراء شن ” مراسلون بلا حدود ” حملة تشويه على ارتريا؟
درجت منظمة ” مراسلون بلا حدود ” في الآونة الأخيرة على شن حملة تشويه منهجية ضد ارتريا، هذا مما جعل أكثر من مراقب يتساءل عن الأسباب والدوافع الكامنة وراء ذلك.
ولقد بدأت تلك الحملة الإعلامية المسعورة ضد ارتريا على اثر تبني إدارة الرئيس بيل كلينتون سياسة عدائية لإرتريا في عام 1998، أي على اثر إشعال الحكومة الأثيوبية لحرب حدودية مفتعلة مع ارتريا، ونهجت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على الحكم في واشنطن على نفس المنوال لحسابات سياسية وجيو – إستراتيجية آنية في شرق أفريقيا، تفتقر للعقلانية وللرؤية المستقبلية الثاقبة.
ويكفي أن يكشف حقيقة منظمة ” مراسلون بلا حدود ” التي تتشدق بـ ” الحيادية ” و ” الاستقلالية ” زورا وبهتانا ، لكي يكتشف المرء الأسباب الحقيقية لحملاتها الهيستيرية على ارتريا. ففي واقع الأمر ان بعض وسائل الإعلام والكتاب الفرنسيين سلطوا الأضواء على هذه المنظمة الفرنسية التي تمول وتملى عليها مواقفها لا سيما من قبل الإدارات المتعاقبة على الحكم في واشنطن ، هذا مما حولها الى دمية محكومة بمنطق من يدفع لصالح من ضد من ليس إلا، وبقية الرواية فصولها معروفة، وان ارتريا هي إحدى ضحاياها.
ولا نريد في هذا الصدد الإثقال على ألقارئي بسرد ما أوردته وسائل الإعلام الفرنسية عن تفاصيل ما خفي من حقائق عن طبيعة معدن منظمة ” مراسلون بلا حدود ” وسنكتفي فقط بما ورد في الشهرية الفرنسية ” لوموند دبلوماتيك ” لكونها أكثر مصداقية ليس على الصعيد الفرنسي وحسب، وانم على المستوى الدولي أيضا.
” مراسلون بلا حدود ” و ” تمويلات بلا حدود ”
تحت عنوان ” تمويلات بلا حدود “، كشفت ” لوموند دبلوماتيك ” الصادرة في يوليو 2007:
1 – اعتراف المدير العام لـ ” مراسلون بلا حدود ” روبرت مينارد، بالحصول على دعم مالي من ” المؤسسة الوطنية للديمقراطية ” الأمريكية، والتي بدورها ممولة من قبل الكونغرس بناء على تعليمات من وزارة الخارجية. وعقب مينارد على هذه المعلومة بالقول: ” ليست لدينا أي إشكالية في ذلك”. ويذكر بأن تلك المؤسسة الأمريكية أقامها الرئيس الأمريكي رونالد ريغان لزعزعة الأنظمة غير الصديقة لواشنطن، وهكذا غدت تحل هذه المؤسسة محل وكالة الاستخبارات الأمريكية ( السي.أي.اي) في لعب نفس الدور حسبما جاء في ” لوموند دبلوماتيك”. وبقى التنويه إلى أن في الآونة الأخيرة بات روبرت مينارد يغازل اليمين المتطرف في فرنسا، ووصل به الأمر ان الى درجة إصدار كتاب مع زوجته بعنوان ” عاش لوبان ” اي زعيم اليمين المتطرف الفرنسي جان ـ ماري لوبان.
2 ـ اقر روبرت مينارد بان منظمة ” مراسلون بلا حدود ” استلمت مبلغ 92 ألف و330 يرو من ” مركز لكوبا الحرة ” ومقره بالولايات المتحدة ويعتبر احد أدوات الإدارة الأمريكية في سعيها لتغيير النظام في هافانا.
3 ـ تتولى الحكومة الفرنسية تغطية 11 في المائة من ميزانية ” مراسلون بلا حدود”.
4 ـ وتقوم المفوضية الأوروبية بتقديم 15 في المائة من ميزانية ” مراسلون بلا حدود.”
5 ـ وتحصل منظمة مراسلون بلا حدود ” على دعم مالي غير محدد من قبل مؤسسات عسكرية ومؤسسات مالية تملك وسائل إعلامية.
وأخيرا وليس آخر، تجدر الإشارة إلى:
1 ـ ان الحملة الإعلامية اللاهثة التي تشنها منظمة ” مراسلون بلا حدود ضد ارتريا ” ليست مجانية أو بريئة بقدر ما دفعت إليها تلك المنظمة دفعا مع سابق إصرار وترصد، لكونها مدفوعة الثمن لا اقل ولا أكثر.
2 ـ إن حملات التشويه التي تقوم بها منظمة ” مراسلون بلا حدود ” غير قاصرة على ارتريا بقدر ما تشمل بعض الدول في أمريكا الجنوبية واسيا وإفريقيا، والسمة المشتركة بين تلك دول العالم الثالث هى إنها تبحر عكس تيار الإدارة الأمريكية.